الجمعة, 29 مارس 2024

موسم التخفيضات .. خدعة تسويقية أم فرصة يمكن الاستفادة منها؟

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

درجت الشركات على طرح تخفيضات على منتجاتها مع نهاية كل عام، في مناسبات عدة، من بينها الجمعة السوداء، اثنين الإنترنت، يوم العزاب، برايم داي، حيث تظهر الشركات تنافسا شرسا، مما أثار تساؤلا بشأن الفوائد التي يجنيها المستهلك، وهل هي مجرد خدعة تسويقية أم أنها تقدم فوائد حقيقة بالنسبة للمستهلكين؟!.

غالبًا ما يُنظر إلى المبيعات التي تتم في يوم الجمعة الأسود على أنها اختبار أساسي للوضع الاقتصادي العام للبلد وطريقة يقيس بها خبراء الاقتصاد ثقة المواطن الأمريكي العادي عندما يتعلق الأمر بالإنفاق التقديري، وفقًا لموقع “انفستوبيديا”.

وينظر بعض المستثمرين والمحللين إلى أرقام الجمعة السوداء كطريقة لقياس الصحة العامة لصناعة التجزئة بأكملها. فيما يقلل آخرون من فكرة أن الجمعة السوداء لديها أي إمكانية حقيقية للتنبؤ بالربع الرابع لأسواق الأسهم ككل. بدلاً من ذلك، يشيرون الى أنه لا يفضي الا لمكاسب أو خسائر قصيرة الأجل للغاية.

اقرأ المزيد

ومع ذلك، بشكل عام، يمكن أن يتأثر سوق الأسهم من خلال الحصول على أيام عطلة إضافية لعيد الشكر أو عيد الميلاد. حيث تشهد نشاط تداول متزايد وعائدات أعلى في اليوم السابق لعطلة نهاية أسبوع طويلة، وهي ظاهرة تُعرف باسم تأثير العطلة أو تأثير عطلة نهاية الأسبوع. حيث يتطلع العديد من المتداولين إلى الاستفادة من هذه الفترة الموسمية.

وعلى الرغم من الفوائد التي قد يجنيها الناس من التخفيضات، إلا أن لها تأثير كبير لجعل الناس يشترون أشياء ربما لا يحتاجونها في المقام الأول. وبالتالي، فقد تتسبب إفراط في الاستهلاك.

مبيعات قياسية:
أنفق المستهلكون 9.12 مليار دولار على التسوق عبر الإنترنت خلال الجمعة السوداء هذا العام، وفقًا لشركة أدوبي، التي تتعقب المبيعات على مواقع تجار التجزئة. وقالت أدوبي إن المبيعات الإجمالية عبر الإنترنت لليوم التالي لعيد الشكر ارتفعت بنسبة 2.3% على أساس سنوي، وكانت الإلكترونيات مساهمًا رئيسيًا، حيث ارتفعت المبيعات عبر الإنترنت بنسبة 221% مقارنة بمتوسط يوم في أكتوبر. وشكلت الألعاب فئة أخرى رائجة لدى المتسوقين بارتفاع 285% وكذلك معدات التمرين بزيادة 218٪.

الدفع الآجل:
تبنى العديد من المستهلكين خطط سداد مرنة في يوم الجمعة الأسود حيث يستمرون في مواجهة ارتفاع الأسعار والتضخم. ارتفعت مدفوعات اشتري الآن وادفع لاحقًا بنسبة 78% مقارنة بالأسبوع الماضي، بدءًا من 19 نوفمبر، وارتفعت إيرادات “اشتر الآن وادفع لاحقًا” بنسبة 81% لنفس الفترة. تضمنت بعض العناصر الأكثر رواجًا لهذا العام وحدات تحكم الألعاب، وأجهزة آبل ماك بوك، ومنتجات دايسون، وألعاب مثل فورتنايت، وروبلوكس ، وبلووي، و فانكو بوب وديزني إنكانتو، وفقًا للتقرير.

حطم المتسوقون في يوم الجمعة السوداء أيضًا رقمًا قياسيًا لطلبات الهاتف المحمول، حيث تم إجراء 48٪ من المبيعات عبر الإنترنت على الهواتف الذكية، بزيادة عن 44٪ العام الماضي. يأتي الإنفاق القياسي في أعقاب يوم قوي من التسوق في عيد الشكر، حيث حقق المستهلكون أعلى مستوى على الإطلاق بلغ 5.29 مليار دولار عبر الإنترنت، بزيادة 2.9٪ على أساس سنوي. عادةً ما ينفق المتسوقون حوالي 2 مليار دولار إلى 3 مليارات دولار على الإنترنت يوميًا، وفقًا لشركة أدوبي.

استهلاك مفرط:
منصات فرنسية قاطعت يوم “الجمعة السوداء” لترويجه فكرة الاستهلاك المفرط، وإستثنت بذلك نفسها من يوم يُعدّ من أكثر الأيام التي تدرّ أرباحاً على الشركات.

وللمرة الأولى، لن توفّر “إيباي” فرع فرنسا أي خصومات على المنتجات الحديثة خلال “الجمعة السوداء”، رغم التوقعات التي تشير لنجاح كبير سيحققه هذا الحدث التجاري العالمي.

وأفادت شركة “أريس إنترأكتيف” المتخصصة في دراسة الأسواق مطلع الأسبوع، بأنّ أكثر من نصف الفرنسيين يعتزمون شراء أغراض خلال “الجمعة السوداء”، فيما يرفض ذلك 30% ولم يتّخذ 15% من الفرنسيين قرارهم في هذا الشأن.

ودرست مجموعة “إيباي” فرع فرنسا جيداً الخسائر المالية التي ستُمنى بها نتيجة قرارها، لكن “على المدى البعيد، تتوقع تحقيق نمو” في مبيعات المنتجات المستعملة، على ما توضح نائبة المدير العام سارة الطيّب في حديثها لوكالة فرانس برس.
معتبرة أن “مجرد الحديث عن المقاطعة يشكل ميزة ترويجية للعلامات التجارية”.

وفي قطاع الموضة، تظهر مبادرات مماثلة كتلك الخاصة بـ”فيستيير كوللكتيف” التي تشكل منصة لبيع المنتجات المستعملة. وقد حظرت بيع 27 علامة تجارية تبيع سلع الموضة السريعة “(“شي ان” و”توب شوب”…).

وأطلقت مواقع أخرى متخصصة في التجارة الإلكترونية في فرنسا بينها “باك ماركت” و”لوبونكوان” حملات تسويقية تروّج لفكرة أنّ “بلاك فرايداي” مُعتمد لديها خلال السنة كلها”، عبر مواقعها المُخصصة لبيع السلع المستعملة.

ولاقت هذه الخطوة إشادة من جمعيات بينها “إكستنكشن ريبيلين” التي رحّبت بهذه “الخطوة التي توضح النظرة التي تحملها الشركات لحدث “الجمعة السوداء”.

وقالت إيزابيل، إحدى أعضائها، إنّ “مجرد الحديث عن المقاطعة يشكل ميزة ترويجية للعلامات التجارية، وإضافة للتشجيع على تقليل استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية، يساهم كذلك في رفع الوعي”.

ذات صلة

المزيد