الخميس, 25 أبريل 2024

رجل أعمال سعودي: أرباح السينما مصدرها مبيعات (الفشار) … (مال) تستعرض قصة العلاقة بين الذرة ودور السينما تاريخيا

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

اعتبر ماجد عبدالمحسن الحكير رئيس مجلس إدارة مجموعة عبدالمحسن الحكير للسياحة والتنمية – مدرجة في السوق المالية – أن سوق السينما يواجه تحديات كبيرة، نتيجة المنافسة من جهة وارتفاع التكاليف من جهة ثانية. وقال الحكير في حوار تلفزيوني البارحة لقناة (روتانا خليجية) مع الإعلامي عبدالله المديفر، أن تكاليف أي مجمع سينمائي في المملكة الآن لا يقل عن 50 مليون ريال، حيث تغير مفهوم السينما وبات المجمع يضم ربما 15 قاعة بعضها قد تدير شاشة الفيلم بوجود مشاهد واحد. وقال إن أرباح هذا النشاط تأتي من مبيعات (الفشار) وليس من بيع تذاكر الفيلم. ويفهم من ذلك ان المبيعات الجانبية الخاصة بالمأكولات والمشروبات هي من تسد العجز في خسائر تذاكر السينما.

ويفصل قائلا إن مبيعات التذاكر يذهب 25 % منها للمنتج، وحصة عبارة عن ضريبة لهيئة تنظيم الإعلام (الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع) سابقا، والبقية تعد تكاليف إيجار وتشغيل، وبالتالي فأن الأرباح تأتي من مبيعات (الفشار) كما وصف ذلك جادا.

(مال) تستعرض هنا علاقة (الفشار) بالسينما .. عرفت الذرة المحمصة، المعروفة في بعض الأوساط باسم “الفُشار” قبل 7000 سنة في القارة الأمريكية. وشهد عام 1885 ظهور إحدى أوائل الآلات – القابلة للتسويق تجارياً – والتي تُستخدم لتحضير الفشار. وأصبح تناول الفشار، جزءا من تقاليد حضور الأفلام في السينما أو ربما في المنزل. فكيف أصبح هذا التقليد منتشرا في العالم؟.

اقرأ المزيد

وكون (الفشار) الفشار الوجبة الخفيفة الشعبية التي تلازم مشاهدة التلفزيون أو السينما حتى أصبح الفشار والفيلم مزيجا رائعا، ولكن من أين أتت تلك العادة؟ وما هو أصل الفشار؟ يعتبر الفشار في دور السينما من المنتجات الأساسية التي أثارت رائحتها حيلاً تسويقية، ولكن بحلول عام 1848م، كان الفشار هو طعام الوجبات الخفيفة وانتشر فعلياً في السيرك والمعارض وفي الشوارع وكان متاحاً في كل مكان، وكان هناك مكان واحد لم يتم بيعه في ذلك الوقت في السينما ولكن في الواقع السينما لم تكن قد اخترعت حتى الآن.

في البدء، لم يكن الفشار يباع داخل دور السينما، للحفاظ على المظهر العام لها، بالإضافة إلى أن المسارح كانت تفتقر إلى التهوية المناسبة لماكينة الفشار، لكن مع وصول المزيد من العملاء إلى المسرح حاملين الفشار في متناول اليد، لم يستطع المُلاك تجاهل الجاذبية المالية لبيع الوجبة الخفيفة، مما سمح للبائعين ببيع الفشار في بهو مسرحهم أو على الساحات.

وفي منتصف 1800م حاز الفشار على شعبية كبيرة بين الباعة الجائلين في المهرجانات، فبسبب سهولة صناعته وتحضيره أصبح شعبياً في الكرنفالات والاحتفالات خلال تلك الفترة الزمنية، وتم صناعة أول آلة فشار تعمل بالطاقة البخارية عام 1885، ومع ذلك، كانت دور السينما لا تزال بعيدة كل البعد عن بيع الفشار. في تلك الفترة من الزمن، كانت دور السينما تسمى المسارح وتستهدف عرض المسرحيات والأفكار التعليمية والتثقيفية، لذلك كانت ترغب بإبعاد المواد الغذائية عن باحاتها لأن تناولها داخل المسرح يسبب الإزعاج والفوضى وتناثر القذارة من قبل المتفرجين خلال العروض. أما مع حلول عام 1927م، ابتعدت دور السينما عن تشجيع القراءة والكتابة وبث الأفكار التثقيفية، وأصبحت مكاناً يجذب الشباب بغرض المتعة والتسلية، تزامن ذلك مع مرور الولايات المتحدة بفترة الكساد العظيم، إذ انتشرت البطالة بشكل كبير وأصبح الشباب يبحثون عن التسلية الرخيصة التي من شأنها أن تساعدهم في تضييع الوقت ليس أكثر، فانجذبوا إلى السينما ودور عرض الأفلام وتهافتوا عليها من كل صوب.

حتى عندما بدأت السينما في الانتشار أكثر فأكثر في أوائل القرن العشرين لم يجد الفشار طريقه إلى دور السينما وفي الأيام الأولى للسينما بذلت دور السينما قصارى جهدها لإعادة خلق الرفاهية للمسرح التقليدي مع المقاعد الفاخرة والسجاد مثل المسرح التقليدي لم يكن مسموحاً بتناول الطعام في دور العرض الأولى.

وبعد أن لاحظت إدارة دور السينما إقبال الحضور على شراء الفشار كروتين لمتابعة أي فيلم، منعت إدارة السينما الباعة المتجولين من بيعه بأنفسهم، واتبعت ماكنات خاصة بصناعة الفشار لبيعه للزبائن بسعر مخفض لإغراء الناس على شراء تذكرة الفيلم وتحقيق الربح في فترة الكساد الاقتصادي.

وخلال الحرب العالمية الثانية، حقق بيع الفشار ضربة كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، ما جعل الباعة يصنعون الفشار كونه المادة المتوفرة ويبيعونه للناس أمام السينما، من هنا أصبح للفشار ارتباط غريب ووثيق بالسينما وبحضور الأفلام، حتى أن البعض لا يجدون متعة بمتابعة فيلم في المنزل إلا بصحن فشار برفقتهم. وبذلك أصبحت جزءاً من تقاليد حضور الأفلام في السينما أو ربما في المنزل، وذلك بتناول الفشار أثناء متابعة الفيلم، فبمجرد أن تشتري تذكرة السينما حتى تتجه لبائع الفشار وتشتري فشار يكفيك لساعتين أثناء متابعة الفيلم.

في جانب ثان، وفقًا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية في تقرير نشرته في 2021، توصل باحثون من جامعة إيراسموس في هولندا أن تناول الحلوى يمكن أن يشتت انتباه الدماغ لأنه يركز على طعم الأكل بدلاً من الفيلم الذي يتم مشاهدته. ويشير الباحثون في الدراسة، إلى أن الشركات تلجأ إلى تقديم الطعام في الأماكن المختلفة عن قصد لخلق تجارب ممتعة للعملاء. على سبيل المثال، تقدم المتنزهات ودور السينما وأماكن الحفلات الموسيقية مرفقات طعام والفشار لتعزيز استمتاع العملاء بهذه التجارب. إلا أن أن هذه الاستراتيجية قد تأتي بنتائج عكسية في الواقع.

وتقول مايا فاديفيلو، من قسم علوم التغذية بجامعة رود آيلاند إن الفشار الموجود في دور السينما، فقد يتميز بوجود سعرات حرارية كبرى وملح أكثر؛ حيث “يمكن أن تحتوي عبوة الفشار في السينما على ما يصل إلى 1090 سعرا حراريا، و2650 مليغراما من الصوديوم، الذي يُعد أحد عوامل الخطر الرئيسية لارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية”.

ذات صلة

المزيد