3666 144 055
[email protected]
عندما يأتي ذكر الوطن يتسارع إلى ذهني تلك الصورة الجميلة التي في قلب كل منٌا عن البيت الذي ترعرع، وكبر فيه، وتلك الشوارع التي مشى فيها في صغره، ويتذكر أهله، وأحبابه، ومن تربى في وسطهم، وتحيط بهم نسمات الليل في حضن أكبر يسمى الوطن، رائحة الحب والود التي تنتشر في كل مكان، فالوطن هو تلك المساحات الفسيحة متنوعة التضاريس بأجوائها المختلفة، والتي تحميها من كل الجوانب قطاعات الأمن الداخلية، والدفاعية.
كل قطعة تراب تكون في عيوننا حقول للزهور تفيح برائحتها وتجعلك تشعر بالأمان، والراحة النفسية. فالوطن هو البيت الكبير الذي يجمع الأحباء، والأصدقاء تحت ظلاله، وهذا الوطن الصغير -الأسرة -هو جزء من الوطن وامتداد له.
الوطن بالنسبة لنا هو الماضي الذي عشنا فيه تفاصيل طفولتنا وكبر فينا عشقه من خلال ماسمعناه من والدينا وكبار السن ،والذي يدعو للفخر ،والإعتزاز ،والإيمان بكل ما هو آتي ،والحاضر الذي نطمح فيه أن يكون الأمان ،والاستقرار لنا لرسم مستقبل أفضل، وكذلك هو المستقبل للأجيال القادمة الذين من حقهم النشأة في وطن يتسم بكافة المقومات التي تجعل منه في مقدمة دول العالم مما يساهم في نشأة جيل يمتلك القوة ،والتمكين ،والإبداع وقيادة البلاد للأفضل، ومعرفة معنى مفهوم الوطنية، فالوطن ليس مجرد شعارات تُعلق أو كلمات تُقال فهو ذلك الملجأ عند الخوف من المجهول ،والسند عند انحناءة الظهر والقوة عند الكبر والعجز بعد عون الله سبحانه ،وكذلك الحضن الدافئ الذي تعود إليه بعد يوم عمل شاق ومُتعب.
ولتكتمل الصورة نحمد الله أن جعل لهذا الوطن قادة مخلصين له ولترابه والذين كان لهم الدور بعد الله في وجود الأمن، والأمان، والتنمية، والتطور، والاستمرار في رفاهية المواطن.
غدا تحل الذكرى السابعة لتولي مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله مقاليد الحكم ملكًا للمملكة العربية السعودية، هذا العهد الزاهر الذي نعيشه حاضره ونبني آمالنا على مستقبله.
إن المملكة العربية السعودية لها تاريخ سياسي حافل بدايته كان قبل مئات السنين، فلقد مر على تأسيس المملكة ثلاث مراحل خلال التاريخ السياسي، فنجد أن الدولة السعودية الأولى قد قامت في أوائل القرن الثاني عشر الهجري حيثُ كانت شبه الجزيرة العربية قد بدأت بالانهيار والتفكك نسبة للضعف الديني، وانتشار الكثير من الخرافات، والعادات البشعة. مما جعل المنطقة غير مستقرة وكنواة لنظام سياسي سعى للقضاء على الكثير منها ولكن لم تستمر وانهارت الدولة السعودية الأولى لأسباب سياسية كثيرة. وأما الدولة السعودية الثانية فقد عمل الأمير تركي بن عبدالله على تأسيسها ولكن استمرت تلك المحاولة بالفشل والقضاء عليها أيضًا من أطراف أخرى ولها أسبابها السياسية، حتى جاء الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وتمكن من استرداد الرياض وعمد على النضال المستمر لإنشاء الدولة السعودية الثالثة “المملكة العربية السعودية” حيث تمكن من توحيد شبه الجزيرة العربية وتحقيق الإنجازات والتقدم الحضاري في شتى المجالات.
حرصت حكومة المملكة العربية السعودية متمثلة بالملك سلمان حفظه الله على وضوح الرؤية من خلال العمل الدؤوب لينعكس إيجابًا على المواطن السعودي واستمرار التاريخ المشرف للسعودية من خلال عمل الملوك السابقين بداية من الملك المؤسس ومن ثم الملك سعود ومن ثم الملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله غفر الله لهم ، وأخيرًا الملك سلمان حفظه الله ،و الذي يدفعهم إلى العمل على تخليد ذكريات أفضل وغرس القيم التي نشأ عليها ذلك الجيل ،والتطوير للحث على التقدم ،وتتابع تلك الخُطى لجعل المستقبل أكثر اشراقًا ،ودحض الأفكار المعادية ،والخارجة عن ملة الإسلام، وتقوية الروابط الوطنية للأجيال القادمة لنقلها فيما بعد للجيل الذي يليه ونشر الود والسلام بينهم.
عشت أيها الملك قائدًا للأمة وزعيمًا مؤثرًا في القرارات الإقليمية والدولية بحكمتك ودرايتك وعشت لنا ملكًا وأمد الله في عمرك وبارك الله بك ولك وفيك وعليك لما فيه من الخير والصلاح -آمين –
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734