خطوات مدروسة تقودها “تطوير المدينة” لرفع مدة الإقامة للزائرين

لطالما ارتبطت مدة مكوث الزوار بحركة اقتصاد المدينة، فمع محدودية الغرف الفندقية وقطاع الإيواء مقابل الطلب المتزايد لزيارة المدينة في ظل فتح أبواب العمرة طوال العام وتيسر الطرق اليها، وصلت الحال في أشهر قريبة إلى أن الإقامة في المدينة للمعتمرين لم تتعدى المرور بمطارها ثم إلى مكة مباشرة حيث أداء العمرة خصوصا في شهر شعبان الماضي مارس 2023، الذي يعده مسئولون في قطاع الحج والعمرة بالشهر الاستثنائي في أعداد من وصلوا للمدينة.

وصلت اعداد الزوار وفقاً لأرقام تقريبية إلى مئات الوف الزوار ( لم تتوفر ارقام أكثر دقة) في شعبان الماضي قادمون من دول عدة استقبلهم مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز إلا أن كثيرون منهم لم يعرفوا المدينة لأكثر من يوم واحد ما فوت الفرصة لتحريك مفاصل اقتصاد المدينة في قطاعات السياحة والتسوق والنقل ومبيعات التمور خصوصا في قطاع التجزئة والافراد، في حين عوض تجار الجملة من مناطق أخرى حاجة الزوار والمعتمرين الذي تقلصت مدة مكوثهم من تمور المدينة بالتحديد بالبيع في المنافذ الأخرى التي تودع الزائرين والمعتمرين كما يقول احد العاملين في قطاع الزيارة بالمدينة المنورة.

هذه الفجوة بين العرض والطلب ينظر لها كفرصة كبيرة من فرص المدينة المنورة في استثمارات تستهدف تلبية الطلب المتزايد لزيارة المدينة والإقامة فيها، ويشير عدد من خبراء الحج والعمرة إلى أن مدة مكوث الزوار والحجاج على وجه التحديد مرت بمنعطفات عديدة اقتصادية وثقافية واجتماعية.

كان سلوك المعتمر تحديدا الى أعوام قريبة يقتضي منه انهاء النسك في مكة والصلاة فيها لمدة يومين فقط فيما يفضل قضاء مدة تصل الى أسبوعين في المدينة المنورة لاعتبارات دينية خصوصا لاتباع مذاهب فقهية يؤمنون بفضل الصلاة في المسجد النبوي لأربعين صلاة متوالية من الصلوات الخمس المفروضة لنيل الشفاعة النبوية فكانت الإقامة بين ثمانية أيام إلى أسبوعين مع ما توفره المدينة من أجواء هادئة وشعور بالطمأنينة يحكيه اغلب زَوارها مقارنة بأي مكانٍ اخر.

ومع ازدياد الطلب على المدينة المنورة من جانب الزوار في بلدانهم باتت وسائل التزهيد في مدة المكوث ترتفع وتيرتها في العقدين الماضيين ليقلل حتى علماء المذاهب المشهورة بفضل البقاء طويلا حول المسجد النبوي من حجية هذه الأراء الفقهية وينصحوا بالزيارة السريعة لكي يتركوا الفرصة لعشرات الاف الزوار غيرهم ممن يتمنون زيارة المسجد النبوي.

وظلت المدينة في السنوات القليلة الماضية حتى وان حظيت بمدة مكوث عالية من جانب زوارها الا ان الخيارات لهؤلاء الزوار في التنقل والتنزه والاستمتاع ظلت محدودة في ظل عدم توافر وسائل وأفكار لتطوير المواقع التاريخية المحببة للزوار، لكن ذلك كله تغير في العشرة أعوام الأخيرة لتنفض المدينة غبار الإهمال عن مزاياها النسبية الجاذبة وتكشف اللثام عن برامج تحسين التجارب للزوار بددا من وصولهم للمطار وحتى توديعهم فيه مرورا ببرامج توفرها الجهات المختلفة لدعم تجربة افضل للزائرين.

ويعمل مكتب تنمية الوجهة يعمل على تحقيق مستهدفات برنامج ضيوف الرحمن وتحسين جودة الحياة، اذ تعمل الهيئة من خلال مكتب تنمية الوجهة على التنسيق والتكامل بين المشاريع، والتأكد من ان المشاريع الحكومية أو مشاريع القطاع الخاص ومشاريع القطاع الثالث، تعمل بتناغم وتسير بوتيرة واحدة حتى تثري تجربة بقاء السائح، من كافة الجوانب الترفيهية، الصحية، وغيرها من الخدمات لتحقيق مستهدفات برنامج ضيوف الرحمن، وتحسين جودة الحياة وغيرها من المستهدفات.

وكان أمين منطقة المدينة المنورة المهندس فهد البليهشي قد أشار خلال منتدى (منافع) الأول الذي عقد مؤخراً إلى أن المدينة المنورة تعمل على اعداد مشاريع نوعية وكمية، لمواكبة اعداد المعتمرين المتوقعة (30 مليون معتمر و (5) مليون حاج بحلول 2030م)، في قطاع الضيافة والخدمات الأساسية والابداعية والاثرائية.