3666 144 055
[email protected]
في شهر رمضان سنرى ونسمع الدعوةَ إلى أعمال خير متنوعة بين إفطار صائم وسقيا ماء ورعاية يتيم ونحوها. وتختلف الجمعيات الخيرية في محافظات ومدن المملكة في الدعوة إلى وجوه أعمال البر، بيدَ أن الفارق بينها ليس بذاك، فمعظمه متقارب ومكرر. إلا أنه لفت نظري ثلاث جمعيات تستحق أن توصف بالتميّز. جمعية نفع الخيرية وجمعية نماء الأهلية، وكلتاهما بمكة المكرمة، لديهما بطاقات تأمين طبي للأيتام. وهذا على خلاف ما تعارفنا عليه، فإيجاد سبيل الإحسان إلى الأيتام عبر رعايتهم صحياً يعدّ خروجاً عن المألوف. والأكثر خروجاً، أن نجد جمعية كنف الخيرية بالدمام متخصصة فقط في إصدار وثائق تأمين طبية للأيتام وأمهاتهم الأرامل المسجلين في جمعيات المملكة الخيرية. بحق، يُعد نشاط جمعية كنف فريداً ورائعاً، ويقصر علمي عن مدى وجود نظائر لتلك الجمعيات الثلاث في بقية محافظات ومدن المملكة.
الإشادة بجهود هذا النوع من سُبل التبرع أو التخصص الدقيق في رعاية الأيتام والمحتاجين صحياً؛ واجب، بل ويتأكد وجوبه ونحن في مشهد نراه كل عام يحث الناس على تفطير الصائمين. إذ لا يكاد يخلو مسجد كبير من مكان مخصص لهذا النوع من التبرع، وإن خلا، فلن يخلو من عدد هائل من كراتين مياه الشرب الصحية. وكأن المحتاجين – في هذه البلاد- يطوون بعض الليالي وهم عطشى أو جوعى!
ثمة سؤال منطقي، ألا نرى ونسمع عن أُناس يعانون من مرض ما، يستمر مع أحدهم مدة طويلة، ليس لأنه لم يجد العلاج، وإنما قيمته. فتراه يتحمّل ألم أسنانه أو ضعف بصره أو سمعه، ويتضاعف عليه، ولا يستطيع طرق باب عيادة صحية خاصة.
حين نمعن النظر في النص الحاث على إفطار صائم وفضل سقي الماء، لا يمكن اعتباره عاماً في جميع الأحوال والأزمان. هل المساكين في المملكة تعوزهم حاجة إلى لقيمات طعام أو رشفات ماء كل يوم، أم حاجتهم أشد في علاج صداع مزمن، أو اكتئاب حاد، أو وجع ضرس، أو ضعف بصر، أو قرحة معدة، وهلم جرا؟
مات شاب أخ لصديق، وبعد أيام أرسل رسالة يحث فيها على تبرع لحفر بئر صدقةً عن أخيه. حين قرأتُ الرسالة – وأنا أعرف حالة والديه الصحية- تساءلتُ: هل الأجدى نفعاً، حفر بئر لشاب لا يُعرف له صبوة، أم وثيقة تأمين طبي لشيبتين لم يغادرهما الألم منذ سنوات!
رغم أننا نجد من يتبرع بمركز غسيل كلى، وبمعدات طبية ونحو ذلك، إلا أن المسكوت أو المغفول عنه، الدعوة إلى شراء وثائق تأمين طبي، وتسليمها إلى جمعيات خيرية على غرار ما تفعله جمعية كنف ونماء ونفع، لتقسيمها على مستفيدي الجمعيات. يبقى السبق في إبرام اتفاقيات بين الجمعيات وشركات التأمين للحصول على نسبة خصم أو تخفيض.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734