(تمور المدينة) تستعد لمرحلة جديدة في 2024 .. نقلة نوعية ورفع الإنتاجية أساس مرتكزات القطاع

تستعد تمور المدينة المنورة مع بداية العام الجاري 2024 لمرحلة جديدة من التطوير بعد ما شهدت عاما مليئا بالتغيرات التي حاز بها القطاع، وذلك من خلال إنشاء شركة متخصصة وتوقيع اتفاقيات عدة ونموا في المبيعات، وتأتي هذه الأهداف المرتكزة جميعها نحو أساس التحول الاقتصادي ووصولها العالمي من خلال أحداث النقلة النوعية ورفع الإنتاجية.

ما بين “الصقعي والمجدول والعنبره والرطب والصفاوي” أنواع لتمور المدينة المنتشرة كانتشار نخيلها الواسعة وأنواع أخرى متعددة لا يمكن حصرها، لا سيما عن ذكر “العجوة” المرتكزة على رأس الهرم والتي تُصنف من بين أجود أنواع التمور حول العالم، فضلا عن فوائدها القيمة وارتباطها رمزياً ودينياً وتراثياً لدى العالم الإسلامي، ولزوار المدينة المنورة بشكل خاص.

تبدأ عجوة المدينة مرحلتها الجديدة نحو التحول مع إطلاق صندوق الاستثمارات العامة مؤخراً إنشاء شركة “تراث المدينة”، التي تهدف للقيام بدور رئيس في تحسين جودة الإنتاج ورفع القدرة الإنتاجية لتمور العجوة بمنطقة المدينة المنورة، بما يسهم في تعزيز صناعة التمور في المدينة المنورة تماشياً مع رؤية المملكة 2030.

وظهرت ملامح أعمال شركة “تراث المدينة” مع نهاية عام 2023 عندما بدأت باكورة أعمالها بتوقيع اتفاقية مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية ”مدن” لاستلام أرض في المدينة المنورة لاقامة مصنع متخصص للتمور الذي سيبدأ إنشاءه خلال الـ 3 أشهر الأولى من العام الجاري، إضافة إلى ذلك وقعت شركة تراث المدينة مذكرة تفاهم شركة كاتريون للتموين القابضة لتوفير منتجات التمور السعودية ضمن الرحلات الجوية.

كما تستهدف شركة “تراث المدينة” تسويق منتجات تمور العجوة محلياً ودولياً، إضافة إلى المساهمة بتوزيع أصناف التمور الأخرى بما يلبي الطلب المتزايد عالمياً على منتجات التمور، التي ستسهم في تطوير الزراعة المستدامة في منطقة المدينة عبر الاستعانة بالخبرات العلمية وتبني التقنيات الزراعية الحديثة، ومن المتوقع أن تشهد تمور العجوة وباقي التمور السعودية خلال الفترة القادمة لنمو كبير مع دخول متنافسين جدد في هذا القطاع وفتح منافذ تسويق جديدة ومختلفة محليا ودوليا.

وتدخل تمور المدينة المنورة قوائم المنتجات و الصناعات التحويلية، حيث تشّكل هذه الصناعات للنخيل والتمور فرص استثمارية واعدة مستدامة لتعزيز القيمة المضافة للأقتصاد الوطني، إذ تتميز منطقة المدينة المنورة بوفرة المحاصيل الزراعية وإنتاج التمور واستخدامها عبر 8 صناعات تحويلية منها المنتجات الغذائية، و اليدوية والطبية وغيرها، كما ساهمت تمور المدينة المنورة في إبراز عدد من العلامات المتخصصة والشركات الناشئة، إضافة إلى الدعم اللوجيستي والتقني الذي يحظى به القطاع.

وفي أحدث الأرقام والمؤشرات المتعلقة في قطاع تمور المدينة المنورة حققت السجلات التجارية القائمة نموا لنشاط تجفيف وتعبئة التمور وصناعة منتجاتها بنسبة 31%، وذلك نهاية الربع الثالث 2023، حيث بلغت السجلات التجارية في المجال 145 سجل تجاري بنهاية الربع الثالث 2023، مقارنة مع 110 سجل تجاري بنهاية الربع المماثل من العام 2022.

وكانت بيانات الهيئة العامة للإحصاء كشفت أن منطقة المدينة المنورة تأتي في المركز الثالث بين مناطق المملكة من حيث كميات التمور التي يتم تسويقها سنويا والتي بلغت نحو 180 ألف طن، فيما بلغ عدد مصانع التمور في المنطقة الاقتصادية 14 مصنعا، حيث تمثل بوابة نخيل المدينة نافذة الكترونية محلية وعالمية لتسويق منتجات المنطقة من التمور والتي تصل إلى 20 صنفا من أجود أنواع التمور عالمياً.

كما أشارت البيانات إلى أن إجمالي عدد أشجار النخيل في منطقة المدينة المنورة بلغ 4.75 مليون نخله يبلغ المثمر منها نحو 4 مليون نخلة تنتج نحو 214 ألف طن سنويا يتم تسويق نحو 180 ألف طن، ويبلغ عدد مزارع التمور في المدينة نحو 17 ألف مزرعة.

ووصلت نسبة مصانع التمور في المدينة المنورة الحاصلة على علامة التمور السعودية بنحو 24% ضمن مبادرات المركز الوطني للنخيل والتمور والتي تمنح للمصانع كدلالة على علامة جودة التصنيع، فيما تنتج المملكة أكثر من 1.3 مليون طن من التمور المتنوعة في مناطق مختلفة من السعودية بوجود 34 مليون نخلة منتجة موزعة على مساحات شاسعة.