الجمعة, 29 مارس 2024

“تعلم العربية” .. عنصر جذب جديد للمدينة المنورة لتكون مركزا اقتصاديا للسياحة التعليمية

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

كشفت هيئة تطوير المدينة المنورة عن إطلاق البرنامج النوعي لتعليم ‫اللغة العربية لغير الناطقين بها ” تعلم العربية”، والذي استهدفت من خلاله أن تكون المدينة المنورة مركزاً اقتصادياً شاملاً للتعلّم والسياحة الثقافية والتعليمية، في ظل استقطابها للملايين من الزوار القادمين من جميع أنحاء العالم.

وينطلق البرنامج في المدينة مدفوعا بروح السعودية، وهذه الروح الجديدة التي تسري في عروق الاقتصاد الوطني تنطلق من عدة أبعاد تستند إلى المزايا النسبية للبلاد وترفع من القدرة التنافسية لها في القطاعات الاقتصادية كافة، وتستفيد المدينة في هذا البرنامج من نحو 12 مليون زائر سنويا وتستهدف احتضان 30 مليون زائر سنويا بعد الأعوام الستة المقبلة.

اقرأ المزيد

وكان امير منطقة المدينة المنورة الامير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أشاد بجهود الجامعة الاسلامية في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من مختلف دول العالم، واشار في مناسبة سابقة أن تطوير هذه البرامج العالمية في تعليم اللغة العربية في المدينة المنورة لغير الناطقين بها قد يكون من اهم اسهامات الجامعة التاريخية، مؤكداً في الوقت ذاته أن المدينة مهيأة لاستقبال الجميع من مختلف دول العالم، وليس بالضرورة لأخذ شهادة علمية مثل البكالوريوس أو الماجستير، أو الدكتوراه ولكن لقضاء سنة لتعلم اللغة العربية، في المدينة لغة القران التي نزلت على نبينا العربي كذلك أغلب سور القران نزلت في المدينة المنورة، وهي أحق أن تستضيف مثل هذه البرامج.

 

وفي هذا الاطار أشار المهندس فهد البليهشي أمين منطقة المدينة المنورة والرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة عبر حسابه على تويتر إلى البعد الثقافي والسياحي لهذا النوع من البرامج التي ستجعل من المدينة عاصمة للسياحة التعليمية لمن أراد تعلم العربية من غير الناطقين بها وبكل ما يحمله ذلك من آثار ثقافية واقتصادية إيجابية للوطن.

و تملك المدينة -وفق كثير من الاقتصاديين- هذا البعد والمزايا النسبية الجاذبة للكثيرين، فهي أول عاصمة في تاريخ العالم الإسلامي بشواهد من مواقع جغرافية وتاريخية عديدة كجبل احد والخندق والمساجد التاريخية والمرجح أنها ستجتذب 30 مليون زائر سنويا قبل انقضاء هذا العقد من السنين في تطور لافت لأعداد زوارها مع ما يكتنف ذلك من مشاريع اقتصادية تستهدف بالدرجة الأولى رفع القدرة الايوائية للمدينة لتكون في الموعد.

وفي ضوء تلك الزيارات المتزايدة للمدينة المنورة من الزوار الغير ناطقين باللغة العربية، استهدفت هيئة تطوير المدينة المنورة البعثات السياحية والدبلوماسية والمهتمين بتعلم اللغة العربية عبر برنامج ” تعلم اللغة العربية “بالشراكة مع الجامعة الاسلامية، حيث تم تصميمه على 6 مستويات من المبتدئين إلى المتقدمين ولمدة 6 اسابيع لكل مستوى بمعدل 3 ساعات يومياً و إجمالي 15 ساعة أسبوعياً، إذ يُمكِّن البرنامج الملتحقين به من استخدام اللغة العربية في حياتهم اليومية المهنية والأكاديمية.

ويتيح البرنامج فرصة تعلّم اللغة العربية لغير الناطقين بها من خلال تحقيق الجودة والتميّز بدراسة منهج تعليمي بتقنيات متطوّرة على المستوى العالمي, ومسايرة الاتجاهات الحديثة لبرامج تعليم اللغات, والإسهام في تنمية السياحة الثقافية والتعليمية, وتعزيز المكانة التعليمية للمملكة عالمياً, إضافة إلى تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في خدمة ضيوف الرحمن, وتعزيز أنشطة اقتصاديات المعرفة.

ويشمل مستوى مبتدئ 1 و 2 تأسيس الدارسين وتعريفهم باللغة العربية و مساعدتهم في إكتشاف أبجدياتها وقواعدها وطريقة النطق بها ويتيح لهم تجربة مهاراتهم بالتحدث بها أكاديمياً ومهنياً مما يمنحهم ثقة أكبر في ممارسة التحدث بها.

فيما يدعم المستوى المتوسط 1 و 2 مهارات الدارسين في اللغة العربية والانتقال بها الى مستوى متقدم من خلال التفاعل بثقة في العالم الحقيقي ويستهدف تعميق فهم الدارسين وطلاقتهم في اللغة من خلال المشاركة في مناقشات حية ومناقشة الموضوعات محل الاهتمام والتعبير عن أفكارهم بثقة ، حيث يحقق الدارس نهاية البرنامج مستوى أعلى من الكفاءة في اللغة العربية ويكون لديه ذخيرة لغوية وثقافية موسعة.

أما المستوى الأخير من البرنامج فهو المستوى المتقدم 1 و 2 والمصمم للمتعلمين المستعدين للغوص في أعماق طلاقة اللغة العربية و يهدف إلى خلق بيئة انغماسية لغوية تغطي جميع مهارات اللغة العربية وعناصرها التي يحتاجها المتعلم للغة للتواصل الفعال مع الآخرين، و تم بناؤه على أساس تدريجي من ستة مستويات من المبتدئين إلى المتقدمين. بعد البرنامج ستشعر بالقدرة على استخدام اللغة العربية في حياتك اليومية المهنية والأكاديمية.

و يرتكز البرنامج على الأحداث الاتصالية التي يشارك بها المتعلم متضمناً المواقف اليومية والمهنية والأكاديمية التي تمكّنه من استخدام اللغة في الحياة, إلى جانب الحقيبة التعليمية, والمعامل الدراسية, والكتب الإلكترونية, والتجهيزات التقنية, وجلسات المحادثة المفتوحة في مكتبة الجامعة, والاستماع للمحاضرات, فضلاً عن خدمة النقل الترددي للمتدربين بين الجامعة والمسجد النبوي خلال مدة البرنامج.

وبات عنصر السياحة التعليمية أحد العناصر الجاذبة لاقتصاد المنطقة وركن جديد من أركان جاذبيتها للإستثمار، وستكون المدينة إحدى عواصم تعليم اللغات كما كانت مدن غربية معروفة باستقطاب المتعلمين للانجليزية، فمتعلمي العربية لن يكتفوا بالجامعة الإسلامية كعنصر اكاديمي هام في العملية التعليمية لكنهم سيجدون انفسهم امام خيارات متعددة ستوفرها البرامج المنضوية تحت هذا البرنامج للتعلم من بينها الاندماج في عوائل مدينية أو قضاء ساعات يومية في الاستراحات الشبابية او في مقاهي المدينة ومحالها المختلفة.

هذه الخيارات ستوفر نوعا جديدا من الحركة الاقتصادية لمكاتب استقطاب المتعلمين او للبيوت التي ستؤيهم والمحال التجارية التي سوف تسقطبهم، ما سيعني حراكا اقتصاديا أكبر لكنه على الجانب الثقافي سيعني الكثير لاعادة المدينة لدور قديم كان يلازمها باقامة المتعلمين للغة بين ظهرانيها.

ويرجح أن تستفيد من هذه المبادرة التعليمية قطاعات عدة في المدينة بينها قطاع العقار والخدمات والمكتبات بالإضافة لقطاع النقل مع دخول عنصر جديد لاقتصاد المنطقة في احتمال استضافة أسر من المنطقة لمتعلمين من مختلف بلدان العالم الراغبين في تعلم العربية وما يتبع ذلك من ظهور نمط جديد من الاقتصاد يشبه ما كان يحصل في مدن تعليمية معروفه مثل لندن وادنبره وكوالالمبور ومدن أخرى تعتمد طريقة الاستضافة البيتية لتعليم اللغة واتقانها لغير الناطقين بها.

يُذكر أن المدينة المنورة شهدت مبادرة سابقة لتعليم اللغة العربية نُفذت بمقر الجامعة الإسلامية، و خارج المملكة استهدفت تعليم أكثر من 600 مستفيد من 10 جنسيات مختلفة، وأشارت الأرقام السابقة للبرنامج أن عدد المجموعات المستفيدة من البرنامج بلغت 18 مجموعة، جاءت دول شرق آسيا بـ 282 مستفيد من دولة ماليزيا و 180 من إندونيسيا و 30 مستفيد من قارة أستراليا و 12 من تنزانيا وأكثر من 30 مستفيد من كازاخستان وأمريكا وأوروبا، إضافة لأكثر من 170 جنسية مشتركة في البرنامج حتى نهاية عام 2023، فيما تشّكل نسبة النساء في البرنامج 60% بأكثر من 30 متعلمة.

وبحسب مسارات البرنامج أوضحت الارقام أن البرنامج ينقسم إلى 3 مسارات يتيح للطالب أختيار المسار المناسب، إذ يمثل ذلك المرونة بتعليم اللغة، ويشمل المسار الحضوري 3 فئات بمعدل 15 ساعة دراسية في الأسبوع بقيمة تبلغ 600 ريال، ويشمل المسار التفاعلي عن بعد 6 أسابيع دراسية بقيمة ألف ريال، ويتضمن المسار الثالث الذاتي 12 أسبوع دراسي بقيمة 1.350 ألف ريال ويتيح عدد ساعات دراسية مفتوحة، الذي استفاد منه أكثر من 10 آلاف طالب، كما قدم برنامج تعلم العربية مسار تدريب معلمين اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى خارج المملكة في بلد المستفيد والذي بلغت تكلفته الإجمالية 1.125 ألف ريال للمتدرب الواحد، بمعدل 32 ساعة تدريبية.

ذات صلة

المزيد