كثيرا ما يبدأ الإنسان تجارته فرحا مستبشرا بنجاحها يملؤه الأمل والتفاؤل، فيغفل عن حسن نية، أو لقصور لديه، عن أمور قانونية هامة تحفظ حقه وتجارته من أي عواقب سيئة تلحقها، لأنه قد يترتب على هذه التجارة ديونا تفوق رأس مالها أو احتيالاً وجرائم مالية تنتهي به في السجن، فالوقاية دائما خير من العلاج، والوقاية القانونية أقصد بها سد الثغرات القانونية قبل بدء التجارة وأثنائها وعند إغلاق التجارة، وفي هذا المقال سأسرد بعضا من فوائد ومزايا الوقاية القانونية، لأي عمل تجاري ومن هذه الفوائد:
- تحفظ المال الذي سيدخل في التجارة، وتجعل إمكانية استرجاعه أسرع وأسهل ليس هذا فحسب بل إن الوقاية القانونية السابقة للبدء بالتجارة وأثنائها يُحسن من أداء الشركة ويعطيها القدرة للاكتشاف المبكر للمشاكل أو الثغرات أو أي تجاوزات وهذا سيخلص الشركة من مشاكل وخسائر أكبر في المستقبل، وكذلك سيقلل أو تتلاشى معه شكاوى العملاء أو الموظفين مما يؤدي لحفظ الوقت والموارد المبذولة لمعالجة هذه المشاكل والشكاوى.
- تؤدي لاستقرار الشركة وحمايتها من التعثرات المالية والمشاكل الداخلية ولأجل هذا بالإضافة مع عدة عوامل أخرى تؤدي إلى استمرار الشركة مزدهرة محققة نموا في الأرباح.
- تعطي الشركات متانة وحصانة من الخلافات الداخلية التي تؤدي لتعطل نمو الشركة أو تؤدي لخسارتها ومن ثم انتهاء الشراكة وتصفية الشركة.
- عندما تقوم الشركة بإهمال الوقاية القانونية السابقة فعلى الأغلب ستهدر وقتها وجهدها ومالها في محاولة إصلاح إخفاقات وتعثرات كان بالإمكان تفاديها أو التقليل من ضررها لو كانت الوقاية القانونية فعالة قبل البداية كما أن هذا الأمر مشتت للإدارة منهك لها، ويقلل ويخفض من جودتها ويحمل الشركة أعباء مالية كانت في غنى عنها.
- أن من يسلك هذا المسلك وهو إعمال الوقاية القانونية يكون قويا مطمئنا واثقا من صحة موقفه عند حصول أي خلاف مع غيره ولو وصل للقضاء فيحفظ حقه ويريح نفسه وشركاءه وهذه تمنعه من الحيرة عن مدى قوة موقفه القانوني، التي قد تؤدي به للتنازل عن بعض او كل حقه.
- بعض الشركات تقام عليها دعاوى قضائية، فتقوم احتياطا بحجز نفس مقدار المبلغ المدعى به لكي يكون متوفرا في حساباتها في حال الحكم عليها لكيلا يؤدي تخلفها عن السداد لإيقاف خدماتها، وهذا له أضرار بالغة عليها وأثر هذا أن الشركة ستخسر منفعة هذا المال مدة طويلة من الزمن كان بالإمكان ألا تخسره لو أنها سلكت أسلوبا قانونيا وقائيا في إدارتها لأعمال الشركة.
- الوقاية القانونية تحمي مدراء الشركات والشركاء وأعضاء مجالس إدارات الشركات من المسؤولية المالية النابعة من مسؤولياتهم بالشركة، بالإضافة إلى حمايتهم من المسائلة الجنائية.
- من فوائد الوقاية القانونية السابقة لإنشاء الشركة أو أي تجارة، الاهتمام بصياغة العقد، وإيلاؤه عناية بالغة، فيكون مفصلا تفصيلا دقيقا حتى يلبي احتياجات الشركاء والشركة أو التجارة محل موضع صياغة العقد، فيعالج الثغرات التي يقع الخلاف والنزاع فيه عادة.
هذا المقال هو بداية لسلسلة مقالات بعنوان الوقاية القانونية للشركات سأحاول أن أتناول أجزاء من هذا الموضوع العميق قدر المستطاع وسيكون عنوان المقال القادم بإذن الله الوقاية القانونية للشركات (2) الوقاية السابقة.
نلقاكم على خير