3666 144 055
[email protected]
مع مسارات الدراجات الممتدة لعشرات الكيلومترات وأنظمة النقل الجماعي الفعالة تعد (كوبنهاغن) مدينة نموذجية في التحول نحو الاستدامة، وهي بالإضافة لذلك تسعى لتصبح خالية من الكربون بحلول عام 2025، أما مدينة (طوكيو) في اليابان مع ما تتسم به من كثافة سكانية عالية فقد استطاعت تطوير نظام نقل جماعي فعال يتيح للأشخاص التنقل بكفاءة حول المدينة.
تبرز هذه الأمثلة كيف يمكن للمرونة الحضرية أن تطور المدن وتحسن نمط الحياة والأساليب العمرانية الحديثة في أنحاء العالم.
من زاوية أخرى يصعب أن نتخيل مدينة مثل مدينة (مومباي) بدون بوليوود، والتي تعد القلب النابض للصناعة السينمائية الهندية، أو مدينة (بيروت) بدون قوائم الطعام التقليدية. ومن هنا نستشف بأن كل مدينة غالبًا ما تكون مرتبطة بصناعة إبداعية معينة تساهم بشكل غير مباشر في إثراء ثقافتها واقتصادها وتاريخها. المدن لا يمكن أن تكون مجرد أمكنة للعيش والعمل فحسب، بل هي أيضا مراكز إبداعية تشكل قوانين خاصة بها تروج الإبداع وتستقطب الأشخاص من مختلف الخلفيات.
نستذكر ما حدث في (ليما) في بيرو، حيث شهدت صناعة المطاعم تحولًا إيجابيًا، وانتقلت من كونها مدينة صغيرة إلى وجهة طعام معروفة، أو مدينة (برازافيل) في الكونغو، حيث تم توفير الدعم المادي مثل المساكن ومساحات العروض للموسيقيين، ليستفيدوا من شغفهم وبالتالي تعزيز مواهبهم.
تشير التقديرات إلى أن إيرادات الصناعات الثقافية والإبداعية بلغت 2.25 تريليون دولار في عام 2013 – أو 3 في المئة من الناتج الداخلي العالمي وذلك بحسب تقرير صادر عن البنك الدولي في عام 2021. إن المراكز الحضرية تتطور بشكل تدريجي وطبيعي لتصبح وجهات ثقافية وإبداعية أساسية لنجاحها.
إن مفهوم الثقافة والإبداع في المدن والمرونة الحضرية والتطرق لها خلال جلسات وندوات مستفيضة ضمن سياق النقاشات في منتدى مستقبل العقار الذي تنطلق فعالياته خلال الأسبوع المقبل يمثل قيمة كبيرة، وفكر ينظر للمستقبل برؤية متجددة. اليوم لم يعد العقار مجرد مورد ثابت، بل أصبح وجهة تحتضن الثقافة والإبداع، ومن خلال هذا المفهوم يمكن أن تتوسع فرص الاستثمار ويزداد الإقبال على المناطق المختلفة. إن ثقافة الإبداع في المدن تشكل الجاذبية للأفراد والشركات على حد سواء، وتعزز من القيمة العقارية. أما المرونة الحضرية فهي تسلط الضوء على القدرة على التكيف مع التغيرات المتوقعة أو غير المتوقعة – سواء كانت أحداثاً وكوارث طبيعية كبرى كالزلازل، أو تطورات تدريجية مثل التغيير المناخي. توفر المرونة الحضرية القدرة على التعايش تحت الظروف المختلفة، وهي ضرورة لمستقبل صحي ومستدام للعقارات. ومن هذا المبدأ فإن المنتديات التي تناقش مثل هذه الأفكار يمكن لها تحقيق اكتشافاً موسعاً ودمج مفهومي الثقافة والإبداع في المدن والمرونة الحضرية مع النظرة التقليدية للعقارات مما يمكن أن يؤدي إلى بناء الاستراتيجيات الأكثر نجاحاً والأكثر استدامة للمستقبل.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734