الجمعة, 29 مارس 2024

تقرير.. الذكاء الاصطناعي التوليدي يضخ 8 تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي 2024

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

أشار تقرير بحثي جديد من “أكسنتشر” (المدرجة في بورصة نيويورك تحت رمزACN) إلى أن العالم يشهد تحولاً تقنياً هائلاً، تصبح في ظله تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتقنيات النوعية الأخرى مبنية على “التصميم الإنساني”، أي أكثر محاكاةً بالإنسان وأسهل استخداماً للأشخاص، إلى جانب قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي التأثير على 44% من كل ساعات العمل عبر مختلف القطاعات، ويمكّن تحسين الإنتاجية عبر 900 نوع مختلف من الوظائف، مضيفا ما بين 6 إلى 8 تريليون دولار من حجم الاقتصاد العالمي، والذي يبلغ نحو 100 تريليون. كما يوضح التقرير البحثي أن التقنيات المتمحورة حول الإنسان تمتلك قدرات متنامية، وتزيد سهولة التفاعل معها وتصبح أكثر سلاسة عبر كل جوانب حياتنا، مما يقودنا نحو عالم ستصبح فيه التكنولوجيا أكثر انتشاراً حولنا، وأكثر استتاراً في الوقت نفسه.

ويستكشف تقرير الرؤية التكنولوجية من “أكسنتشر”، بعنوان “التصميم الإنساني: كيف يطلق الذكاء الاصطناعي عنان المستوى التالي من الطاقات البشرية”، كيف أصبحت التكنولوجيا، خصوصاً الذكاء الاصطناعي التوليدي، أكثر إنسانية بطبيعتها، بعد سنوات من الابتكار المتسارع. ومع تطور التكنولوجيا لتصبح أكثر تمحوراً حول الإنسان، تدفع قدرات أكبر بالنسبة للأشخاص وتعظّم إمكاناتهم وتعيد ابتكار الأعمال.

وصرّح بول داورتي ، كبير مسؤولي التكنولوجيا والابتكار في “أكسنتشر”: “بالتوازي مع الذكاء الاصطناعي، تتطور تقنيات الحوسبة المكانية وأجهزة الاستشعار البدنية إلى درجة تبدو فيها التكنولوجيا كأنها تحاكي القدرات البشرية وتظل مستترة، ما سيزوّد الأشخاص بقدرات جديدة تمكّنهم من إنجاز أمور كانوا يعتبرونها مستحيلة. سيؤدي ذلك التحول النوعي المهم في أسلوب عمل ومعيشة وتعلّم الأشخاص إلى تسريع موجة من التغيير غير المسبوق عبر مختلف القطاعات، بدءاً من التجزئة والترفيه ووصولاً إلى الطب والتصنيع. والمؤسسات التي تعمل حالياً على إعادة ابتكار أعمالها وسبل العمل باستخدام تقنيات “التصميم الإنساني” ستجدد تعريف معنى الريادة ضمن القطاع.”

اقرأ المزيد

وتحدد الدراسة أربع اتجاهات رئيسية ضمن مجال الانتقال نحو التقنيات المبنية على “التصميم الإنساني”: تناغم صنعه الذكاء الاصطناعي: إعادة صياغة علاقتنا بالمعرفة، وأقدّم لكم وكيلي: منظومات للذكاء الاصطناعي، والمساحة التي نحتاجها: توليد القيمة في ظل واقع جديد، والتحول الإلكتروني لأجسادنا: صلات إنسانية جديدة.

ويعد أول اتجاه رئيسي ضمن مجال الانتقال نحو التقنيات المبنية، تناغم صنعه الذكاء الاصطناعي: إعادة صياغة علاقتنا بالمعرفة – استهلال عالم يعاد فيه تنظيم البيانات بسبل تسهل التفكير المشابه للإنسان والذي قد يصل إلى محاكاة الإبداع. فبدلاً من التنقيب في كومة هائلة من نتائج محركات البحث، سيحصل الأشخاص على إجابات منسقة وشخصية في صيغة نصيحة، أو ملخص لمجموعة واسعة من النتائج، أو مقالة، أو صورة، أو حتى قطعة فنية. ويحوّل ذلك البحث إلى عملية تجميعية، وسيحقق قادة الأعمال الذين يعيدون تصور عمل المعلومات في المؤسسة ويزودون موظفيهم بأدوات المعرفة المؤسسية المدعومة بالذكاء الاصطناعي مكاسب هائلة من حيث الأداء وأفضلية تنافسية.

وتضمن الاتجاه الرئيسي الثاني، أقدّم لكم وكيلي: منظومات للذكاء الاصطناعي – تصوّر عالم ينوب فيه الوكلاء الممكّنون بالذكاء الاصطناعي عن الأشخاص ويشكّلون جزءاً من منظومة مترابطة. يساعدنا هؤلاء الوكلاء الآليون ويقدمون المشورة لنا، ويتخذون كذلك إجراءات حاسمة نيابة عنا في العالمين المادي والرقمي. وعن طريق التضافر، يضاعف كل ذلك الإنتاج الجماعي للعمال ويولّد قيمة هائلة للمؤسسات التي تختار المشاركة. يُجمع 100% من المديرين التنفيذيين في السعودية (مقابل 96% عالمياً) على أن الاستفادة من منظومات وكلاء الذكاء الاصطناعي ستشكّل فرصة هائلة لمؤسساتهم خلال السنوات الثلاثة المقبلة.

أما الاتجاه الرئيسي الثالث، المساحة التي نحتاجها: توليد القيمة في ظل واقع جديد – بناء عوالم جديدة غنية وغامرة من التفاعل الشخصي عبر توسيع نطاق عوالمنا المادية ثنائية الأبعاد إلى بيئات جديدة ثلاثية الأبعاد تؤسسها الحوسبة المكانية، والميتافيرس، والتوائم الرقمية، وتقنيات الواقع المعزز/الواقع الافتراضي. ستدمج تلك الأماكن والتجارب الجديدة عالمينا الرقمي والمادي، وتجمعنا معاً بطرق جديدة، مما يغذي الابتكار ويحسن أسلوب عملنا وتعلمنا ومعيشتنا. وفي مجال التجزئة، أشار 57% من المستهلكين السعوديين (مقابل 33% عالمياً) إلى اهتمامهم الحالي أو المحتمل باستخدام تقنيات أو أجهزة الحوسبة المكانية للتسوق.

ويأتي الاتجاه الرئيسي الرابع، التحول الإلكتروني لأجسادنا: صلات إنسانية جديدة – باستخدام تقنيات مبتكرة ومدمجة، مثل الأجهزة القابلة للارتداء المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا العصبية المستشعرة للدماغ، وتتبع العين والحركة، وذلك لفتح آفاق فهم أفضل لنا ولحياتنا ولنوايانا وتوظيف تلك الرؤى الأعمق في تعزيز أسلوب عملنا ومعيشتنا. يُجمع 100% من المديرين التنفيذيين في السعودية (مقابل 94% عالمياً) على أن تقنيات الصلات الإنسانية ستتيح لنا فهم السلوكيات والنوايا بصورة أفضل، مما يثمر عن تحول في التفاعل بين الإنسان والآلات.

كما أضاف داورتي: “ستطلق التقنيات المتمحورة حول الإنسان، مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، عنان القدرات البشرية وستوفر مجموعة مذهلة من الفوائد التجارية والمجتمعية. لكن يحتاج ذلك إلى أن نتبع نهجاً متوازناً “للتصميم الإنساني” يضمن استخدام تلك التقنيات بصورة منصفة ومسؤولة. وبالتوازي مع التقدم التكنولوجي المتسارع، يُجمع 99% من المديرين التنفيذيين في السعودية (مقابل 93% عالمياً) على أهمية الابتكار الهادف من قبل المؤسسات أكثر من أي وقت مضى.”

ويلقي تقرير الرؤية التكنولوجية من شركة “أكسنتشر” منذ 24 عاما، نظرة منهجية على مشهد الأعمال لتحديد الاتجاهات التكنولوجية التي تمتلك القدرة الأكبر على توليد الابتكارات للشركات ومختلف القطاعات. وجُمعت مدخلات التقرير لعام 2024 من مجلس استشاري خارجي يضم ما يفوق عشرين خبيراً من الأوساط الأكاديمية ومجال الأعمال والقطاع العام. يتضمن البحث العالمي الأولي دراسة استطلاعية شملت 3,450 مديراً تنفيذياً من 21 قطاعاً وما يتجاوز 20 ألف مستهلك يتوزعون على 20 دولة، وأجريت بين شهري أكتوبر ونوفمبر من عام 2023.

ذات صلة

المزيد