الخميس, 28 مارس 2024

(كأس العالم) كرنفال المدن المتعددة وإنعاش اقتصاداتها .. وتحدي التنظيم الأول لـ 48 منتخبا في بلد واحدة

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

سيكون كأس العالم 2034 استثنائيا لأسباب عدة، من بينها كونه أول مونديال يحوي 48 منتخبا تنظمه بلدا واحده، وذلك بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم رفع عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم إلى هذا العدد بدءا من النسخة القادمة للمونديال 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة الامريكية والمكسيك بالإضافة لكندا.

وتقام البطولة اللاحقة المقررة في 2030 في اسبانيا والبرتغال والمغرب ، ما يعني أن البطولة الأهم للعبة الأكثر شعبية على مستوى العالم في 2034 ستكون البطولة الأولى التي سيعود فيها التنظيم لبلد واحد بعد قرار رفع اعداد الدول المشاركة في النهائيات الى 48 بدلا من 32 كما جرت العادة في المونديالات الأخيرة بدءا بمونديال فرنسا 1998.

ويرفع تحدي التنظيم المنفرد للدول عاليا مستوى قدرة المنظمين على إقامة بطولات على مستوى عالي من الجودة في الملاعب المختارة وفي المدن المحتضنة لهذه الملاعب والبنى التحتية لهذه المدن وشبكة المواصلات بينها وبين العالم الخارجي، وباستنثاء مونديال قطر2022 الذي جرى في مدينة واحدة مجهزة بملاعب عدة خصصت للحدث مع مدن أخرى مجاورة لتعطي تجربة جديدة لمونديال متقارب الفعاليات فإن جميع البطولات السابقة أجريت فيما لا يقل عن ثماني مدن كبيرة في البلدان التي احتضنت التنظيم،على الأقل منذ دخول هذه المنافسات حيز الصناعة الرياضية بأبعادها الاقتصادية والسياحية.

اقرأ المزيد

ويعد كأس العالم في إيطاليا 1990 بداية الدخول في عصر الصناعة الرياضية للحدث وهو المونديال الذي شهد أحتضان 8 مدن إيطالية وجزر سياحية 52 مباراة جذبت مئات الالاف من الجماهير المتعطشة لرؤية منتخبات بلادها وما صاحب ذلك من فعاليات جذبت اهتمام الجمهور المولع بكرة القدم والمتهمين بشكل عام.

وكانت نهائيات كأس العالم 1994 منعطفا اخر أيضا في التسويق للحدث وللصناعة الرياضية بشكل عام خصوصا وهو يقام في بلد تعد العاصمة الأولى لفنون التسويق والصناعة الحديثة وهي الولايات المتحدة الامريكية، فكان أن أقيم في 12 مدينة أمريكية بعضها لم تكن جاهزة بملاعب كرة القدم بشكلها الذي يعرفه الجمهور العاشق للعبة الشعبية الأولى في العالم إلا في بلاد العم سام ليحول الامريكيون أكبر ملاعب البيسبول وكرة القدم الامريكية الى ملاعب صالحة للمونديال العالمي حتى وان بدا في بعضها اثار التحول السريع وخطوط الألعاب السابقة ، الا أن الامريكين استطاعوا اخراج واحدة من أجود النسخ العالمية للبطولة إن على مستوى الحضور الجماهيري أو على مستوى النقل التلفزيوني.

واحتضنت فرنسا كما إيطاليا البطولة اللاحقة بثماني مدن هي الأخرى ( باريس وليون وبوردو ومارسيليا وليل ونيس وسانت ايتيان ومونبيلييه ) بالإضافة لضاحيتي سان دوني ومدينة لنس وفي هذه البطولة جرى اختيار 12 ملعبا لتقام فيها مباريات المونديال المجدولة ب 64 مباراة بعد رفع اعداد الدول المشاركة في النهائيات، لينتهي – مونديال القرن- كما سمي حينها بواحدة من افضل النسخ المونديالية على مستوى الظهور الفني للفرق والتنظيم الجيد للبطولة ومناسبة مواعيد المباريات لغالبية عاشقي اللعبة بخلاف المونديال السابق في أقصى غرب العالم.

وهكذا جرت النسخ اللاحقة من المونديال العالمي، مدن عدة تحتضن 64 مباراة وصولا للتجربة المختلفة التي أقيمت في المونديال الأخير، لكن زيادة اعداد المدن المستضيفة سيعود ليكون العنوان الأهم بدءا بالبطولات القادمة التي تحتضنها دولا عدة في ملفات مشتركة وصولا للمونديال السعودي المنتظر والذي سيكون استثنائيا حينها بعودة مسئوليات إدارة التنظيم لبلد واحد ولكن هذه المرة في مدن متعددة ، فما هي المدن السعودية المؤهلة حاليا ومستقبلا لهذا الدور.

 

المدن السعودية القادرة وذات الخبرة في التنظيم:

باستثناء العاصمة الرياض، فلا يمكن الجزم بالمدن القادرة حاليا او مستقبلا على احتضان جزء من مباريات كأس العالم في أي من مدن المملكة الا إذا اضفنا مدينة جدة بإعتبار وجود اثنين من افضل الملاعب الدولية لكرة القدم في شمال وجنوب المدينة الساحلية، وتبقى الدمام والخبر على الساحل الشرقي مدينتان مرشحتان بقوة لشرف الدخول في المدن المؤهلة عالميا لاستضافة احداث من هذا النوع وكانت المدن الأربع المذكورة بالإضافة للطائف قد خبرت استضافة حدث كروي عالمي في 1989 وهو كأس العالم للشباب التي نظمته حينها المملكة العربية السعودية.

واحتضنت الرياض حينها منتخبات المجموعة الأولى برئاسة المنتخب السعودي ( المستضيف) ليلعبوا في ستاد الملك فهد الدولي، فيما احتضنت جدة منتخبات المجموعة الثانية برئاسة البرازيل واحتضنت الطائف منتخبات المجموعة الثالثة بوجود منتخبات الارجنتين الى جانب العراق واسبانيا فيما احتضنت الدمام منتخبات المجموعة الرابعة بوجود منتخبات الاتحاد السوفيتي وسوريا، وذلك في منافسات استقطبت اهتمام الأوساط العربية والدولية آنذاك.

وخارج هذه الجهات الأربع في السعودية التي ملكت خبرة التنظيم فإن جهات أخرى في الجغرافيا السعودية ستكون مرشحة بقوة لشرف احتضان جزء من المناسبة أولها المنطقة الجنوبية من البلاد وعسير تحديدا حيث حيث الأجواء الجميلة المناسبة للجمهور في فترات الصيف بالاضافة للقدرة المتزايدة في البنى التحتية عند هذه المنطقة من البلاد التي تشهد مشاريع كبرى للتطوير، الى جانب صعود الاندية الرياضية التي تضمها المنطقة لمصاف الدرجة الممتازة وقدرتها على المنافسة على مستويات عالية.

جهة أخرى من البلاد في طريق الصعود للمنافسة سياحيا ورياضيا وهي الجهة الشمالية من المملكة حيث مشاريع جبارة في الجزء الشمالي الغربي عبر مدينة نيوم المستقبلية ذات الابعاد الجديدة المختلفة كليا في اطر المعيشة العصرية بالإضافة للعلا في وسط الشمال المدينة الخارجة من أعماق التاريخ والصاعدة بقوة لمصاف السياحة البيئية والثقافية العالمية بما تكتنزه من كنوز تاريخية، وبوجود نادي العلا الصاعد على المستويات الرياضية وفق خطط تبدو مدروسة للوصول للأعلى محليا ودوليا.

ذات صلة

المزيد